الاثنين، 17 يوليو 2017

أحبب ذاتك




قالت :
أنا أحب نفسي ..
قلت لها :
ماجئت بجديد .. !
كلنا يحب نفسه .. ولولا ذلك الحب ..
لما أوليناها اهتمامنا ..
فدفعنا عنها مايضرها..
وطلبنا الخير لها ..

...
حب النفس فطرة وغريزة ..
تنجيها وتبعدها عن مواطن الهلكة ..
وما سعينا في هذه الحياة ، وكدنا ..
إلا لنحقق لأنفسنا عيشة كريمة تحقق استقلاليتها
وتصون كرامتها ..
ولذا وجب أن تكون غايتنا ان نسلك السبيل
الذي يعتقها من عذاب الآخرة ..
...
يقول الرسول الكريم :
(كل الناس يغدو فبائع نفسه ..
فمعتقها .. أو موبقها )..
...
إذن حب النفس هو الأساس ..
ومنه تتفرع شجرة المحبة وتنمو وتثمر..
وتجود ..وتفيض على ماحولها ..

...
لكن دعنا لانحصر هذه المحبة في داخلنا
والانشغال بها في اغتراف متع الحياة ..
والغفلة عن التزود من معين الآخرة ..
يصنف من المحبين للنفس ..؟!
يرى الدنيا أكبر همه ، ومبلغ علمه ..
يقول : العمر مهما طال قصير ...
فلنستمتع ماوسعنا .. قبل أن يفوت الأوان ..!
...
إن هذا الصنف من الناس ..
الذي تسرقه الغفلة ..
وتغريه متع الدنيا فيتهافت عليها
فلا يهتم في أن يزرع فيها من الخير..
مايحصده في الآخرة ..
ليس محباً لنفسه .. بل هو في الحقيقة عدو لها ..!
...
الكثير يخلط بين حب النفس .. والأنانية البغيضة
لكن البون بينهما شاسع لمن يتامل ..
الأنانية ليست حباً للنفس .. بل هو عداوة مخفية لها
توقعها في النهاية في عاقبة الغرور والتعصب والأثرة
تنشر سموم الكراهية من حولها ..
وتثقلها بالوزر ..
الحب عطاء ، وتسامح ، وإيثار ، وتفاني ..
قيل :
أحبب نفسك .. أحببها دوماً .. وأحببها كثيراً ..
فما لم يجمعك بها حب عظيم ..
فلن تكون أبداً محباً ..
ولن تكون قط محبوباً ..!
...
الحب نشاط حبور يعتري الروح ..
إنه بهجة تنبعث من الداخل ..
ثم ترسل موجاتها إلى الخارج .
فكيف يمنح الحب من لم يعرفه ،
ولم يتذوق سعادة الروح به في لحظة ما ؟!
...
تعهد نفسك بالرعاية ..
أسق حقلها بماء الحب والعناية
وازرع فيها ورود الخير العطرة
وخلصها مما علق بها من الطفيليات ..
وأزل عنها التالف والأنسجة الميتة ..
ستربو وتثمر ..
وتغمرك بخيراتها ..
وتفيض إلى من حولك ..
سيفوح أريجها إلى أبعد ذرة يقدر لها أن تنتقل ..
...
كن لنفسك صديقاً ..
صالحها إن جفت ..
حاسبها إن أخطأت ..
علمها إن جهلت ..
قومها إن اعوجت ..
كافئها إن أحسنت ..
أرشدها إن ضلت ..
قوها إن ضعفت ..
آنسها إن استوحشت ..
اندبها لأكثر مهام الحياة جلالاً وسمواً
وفي كل الأحوال خل بينك وبينها طريقاً واضحاً
لالبس فيه ولا غموض ..
بل طريق مكاشفة ومصارحة ومعاتبة ونصح
ولأن نفسك صديقك ..
اهدي اليها عيوبها ..
لتأخذها معك في نهاية المطاف إلى جنة المحبة
...
- حديث الروح -
ولي نبض آخر







أحبب ذاتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق