الاثنين، 17 يوليو 2017

الغضب



الغضب والحب انفعالان ..لا حدود لهما
اختر الحب تنعم بحياة لطيفة
الأشياء صنعت لأجل أن نستعملها ..
وخلق الناس من أجل ان نحبهم
ولكن المشكلة في عالمنا اليوم هي ...
أننا نتعلق بالأشياء ...
بينما نستعمل الناس لمصالحنا ..
*

هل هناك أشخاص لايغضبون ؟
لا ..فالغضب غريزة فينا وشعور فطري موجود داخل كل فرد ..
وهو يعد وقاية ذاتية تساعدنا في الدفاع عن أنفسنا ..
إنما يجب أن نتحكم فيها ونعرف كيف نسوسها..
وإلى أين نوجهها ..
ومتى نسيطر عليها ونقمعها ، وننبذها من حياتنا ..
::
والقرآن الكريم يشيد بمن يرتفع عن غيظه ..
ويرفع درجة المؤمن المتحكم في انفعالاته إلى مرتبة الإحسان ..
فيقول :
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران .
::
ولكن هل هناك مواقف يكون الغضب فيها مطلوباً ..؟
نعم ...!
فحين نستجمع خيوط الغضب ، في الإسلام ،
نجد أن وظيفته تتمثل في نصرة الدين ..
ضد الكافرين ، والمنافقين ، والظالمين ، والطاغين ..
في وجه الذين يحاربون الله ورسوله ..
ويسعون في الأرض فسادا ..
::
يدل على ذلك الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم :
( ياأيها النبي جاهد الكفار ، والمنافقين واغلظ عليهم،
ومأواهم جهنم وبئس المصير ) التوبة
...
وحين وصف القرآن الكريم المؤمنين..
فقد جمع في وصفهم الرحمة والشدة..
فهم فيما بينهم يقطرون رحمة وتآلفا ..
أما تجاه الكفار فيثورون حمية وغضباً لدين الله ويتبعون الشدة
يقول الله تعالى فيهم :
( .... أشداء على الكفار ، رحماء بينهم ) الفتح .
وأنهم :
( أذلة على المؤمنين ، أعزة على الكافرين ) المائدة
*
*
أما في قصة موسى عليه السلام ..
فقد رسم القرآن الكريم لنا صورة عن غضب موسى ..
وذلك حين توجه لميقات ربه ..
وانصرف بنو إسرائيل عن عبادة الله إلى اتخاذ العجل آلهة
حيث أضلهم السامري ..
فرجع إلى قومه يغلي غضباً و أسفا ..
وحين قابلهم ثار في وجوههم قائلاً :
( قال بئسما خلفتموني من بعدي) ..
تركتكم وأنتم تعبدون الله ...
فانقلبتم إلى عبادة العجل ، وسبقتم أمر ربكم فما صبرتم على وعده !!
( وألقى الألواح )
التي فيها التوراة التي كانت في يده ..
من شدة ماتملكته من الحمية على الدين .
::
وقد ذكر الرواة أن التوراة كانت سبعة أسباع ،
فلما ألقى الألواح تكسرت فرفعت ستة أسباعها وبقي سبع ،
رفع ما كان من أخبار الغيب ،
وبقي ما فيه الموعظة والأحكام والحلال والحرام ..
تلك رواية ..
:
ثم ماذا فعل موسى بعد ذلك ..؟
( وأخذ برأس أخيه يجره إليه ).. أمسك بذوائبه ولحيته وشده إليه ..
وكان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين ..
قال هارون عند ذلك
( قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )
هموا وقاربوا أن يقتلوني ،. بعد أن نصحتهم فلم يستمعوا لي ..
( فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين )
لاتؤاخذني بما فعل عبدة العجل .
هنالك تبين لموسى عذر أخيه فدعا ربه بالمغفرة ..
ثم وجه غضبه بعد ذلك إلى تدمير الباطل وعقاب السامري ..
هذا موقف نبي وجه غضبه وجهة فعالة لنصرة دين الله .
::
يقابله موقف مناقض ..
لسيدنا يونس حين غضب على قومه إذ أصروا على الكفر ..
فترك دعوتهم دون أن يستأذن ربه ..
فعلمه الله تعالى درساً ..عظيماً لم ينساه ..
::
والمغزى من تبيان هذين المشهدين ..
أن الغضب لله والانتصار لدينه حق واجب على المؤمنين..
فهو عزة لهم .. وتمكيناً لدين الله ..ودحراً للباطل..
ولولا ذلك لفسدت الأرض .. وساد الكفر ..
ولكن الله يأخذ بأيدي الحق فيضرب بها على الباطل
فيدمغه ..
فإذا هو زاهق ..!

**
الغضب جمرة من النار تفقدنا التفكير المنطقي
تجعلنا نتخذ قرارات .. نعود فنندم عليها ..
فلنعمل على الثبات الا نفعالي تجاه المواقف الحياتية المختلفة..
ولننفس عن الغضب حين يعترينا بالطرق الصحيحة ..
كما وجهنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
وذلك بتغيير الهيئة لتشتيت الانتباه ..
فإن كنا واقفين فلنجلس ..
أو جالسين فلنضطجع ..
فعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب
وإلا فليضطجع )
::
أما أجمل وأنجح طرق التنفيس فهي ..
المسارعة بالوضوء والصلاة والسجود ..
فأنت حين تسأل الله تعالى أن يهديك ويرشدك إلى الصواب
وتحس بالقرب منه تعالى
تتسلل الطمأنينة إلى نفسك شيئاً فشيئاً ..
وتهمد نار الغضب ، ويحل برد السلام

- حديث الروح -
ولي نبض آخر








الغضب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق