الأربعاء، 19 يوليو 2017

قيام الليل نور للقلب



قيام الليل ملاذ المؤمن .. وحصنه الحصين ..
يفر إليه من زحمة وضجيج الحياة ..
ليتفرغ فيه لأعظم الطاعات ..
حيث يخلو لوجه ربه الكريم..قائماً وراكعاً وساجداً..
مصلياً .. مناجياً ..مبتهلاً..
راجياً منه المغفرة .. سائلاً إياه الهداية ..
مستعيذاً به من العذاب ..
إنه الجنة التي لم يدرك نعيمها إلا من ذاق حلاوة القرب ..
...
فالعارف.. يعرف قدر القيام في صلاة الليل ..
فهو حريص عليها لما يجد فيها
من الرضا وطمإنينة الروح .. !
حيث يشعر أنه موصول وهو في مصلاه على الأرض
بأسباب السماء..
فيتفتح في قلبه يقين المعرفة ، وخشوع العابد ..
ويشعر بالقرب .. فليس بينه وبين الله حّجاب ..
ولا أبواب ولا حُجّاب ..!
...
والخائف أيضاً يدرك مقدارها حين يلتجئ إلى كنف الله
في عمق الليل ..
بقلب خائف جامع بين الخشية والرجاء..
مستغفراً منيباً باكياً ..
حتى تدركه رحمة الله ..فينجلي عنه الهم ..
ويزول الخوف ، ويتسع أفق الامل ..
ويشعر دبيب الفرح والطمانينة يغمران قلبه ..
وذلك إن أقام فأحسن القيام ...
يشعر كأنه تخفف من حمله ،وتحول إلى إنسانٍ أخر ..
غير ذلك الوجل الذي أقبل وهو مثقل بالهموم والذنوب ..
:
ألا ماأسعد من أقام صلاة ليله وكان قلبه حاضراً يقظاً..
وروحه مقبلة على الطاعة ،
إقبال الظامئ على الوردالسلسبيل ..!
ونفسه متشوقة للعبادة..
تشوق العابد المحب للقاء المعبود ..!
ذلك هو السعيد حقاً .. ! !
ذلك الذي يتذوق في ملاذ النجوى لذة وراحة النعيم..
في لحظات ليس لها حساب في عمر الزمن .
:
قد يتبادر إلى الذهن ..
ان قيام الليل يقصد منه طوال الليل أو أكثره ..
ولكن ذلك ليس شرطاً ..
بل يصح إن كان لساعة او ساعتين
أو جزءاً يسيراً من الليل.

:
في معنى القيام :
قيل : أن يكون المؤمن مشتغلاً معظم اللّيل بطاعة،
وقيل: ساعةٌ منه، يَقرأ القرآن، أو يُسبِّح، أو يذكر الله،
أو يستمع إلى الحديث..
:
فمن أراد أن يقيم الليل بذكر الله
والتحميد، والتسبيح ، والصَّلاة على رسوله،
وقراءة القرآن، ومتابعة الأحاديث النبوية ..
فإنه يُعدّ من الذاكرين وله أجره على هذا القيام ..
مصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)
عن أبي مسعود قال في معنى كفتاه : أجزأت عنه قيام ليلة.
:
أما عن كيفية قيام اللّيل بالصّلاة ..
فيستحبُ أن نبدأها بركعتين خفيفتين..
ثم نكملها بالصلاة ركعتين ركعتين ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيتَ أن الصبحَ يُدركُك
فأَوتِربواحدة).
:
ووقت قيام الليل يبدأ الانتهاء من أداء صلاة العشاء
إلى طلوع الفجر..
فهو جائز في أول الليل ووسطه وآخره.
أما أفضل الاوقات فهو جوف الليل ، أو الثلث الأخير منه ..
:
أختي المؤمنة :
إن لقيام الليل لذة يعرفها الحريصون الدائمون عليها ..
وهؤلاء كلما ازدادوا تمسكاً بها ..
وازدادوا إقبالاً عليها ..
ازدادوا حباً لله تعالى ومعرفة به وخشية له ..
وزادوا قرباً منه تعالى ...
فهم من الذين وصفوا بـ ( المحسنون ) ..
وهم الفائزون بمغفرته وجنته ..
وهم الذين قال تعالى فيهم :
( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما )..
صلاة الليل حياة ويقظة قلب ..
وهي أسرار المحبين ..
فلا لاتكوني عنها من الغافلين ..

/ حديث الروح
ولي نبض آخر





قيام الليل نور للقلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق