الأحد، 31 يوليو 2016

التكامل وصراع الأضداد



السؤال المطروح:
كيف يحدث التكامل في الحياة ؟

يحدث بتقابل الأضداد .. فالأشياء بأضدادها تعرف ..
يقول المتنبي :
لولا المشقة ساد الناس كلهم * الجود يفقر ، والإقدام قتّـــــال

***

فلولا الجوع والغربة لما غير الكثير من العباقرة والعلماء وجه الحياة ..
قد لايكون جوع البدن ولكن الجوع إلى المعرفة والوصول للأحسن ..
هذا النوع من الحاجة هو الذي جعل نور الكهرباء ينبثق فيبدد الظلام ..
جعل العالم يكتشف عدو الإنسان الميكروب .. وبالتالي هيأ له السلاح
ليقضي عليه .. وقد كان ..بعد المرور بسلسلة من حلقات الفشل ..
وصولاً إلى النجاح..
ولا يزال الصراع قائماً .. كل يوم بين الداء والوصول إلى الدواء ..
لكثير من الأمراض الفتاكة الغامضة .

وفي حياة الطالب ... تعد المنافسة أكبر حافز له ليتفوق .
يقول الله تعالى :
( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين 26

وفي الحياة العملية .. يكون للتنافس الفضل الأكبر في التقدم والنجاح
ولولا التفاوت في الصحة والمرض ...
والغنى والفقر ...
والذكاء والبلادة...
لما استقامت الحياة..

ولولا التدافع الإجتماعي لما قامت للمجتمعات الإنسانية قائمة ..

يقول الله تعالى :
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات
ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج 40

إذن فالتكامل في الحياة قائم على مبدأ الأضداد ، والصراع
بين جبهتين متعاكستين ..

***

وكما أن الله تعالى جعل الكون يسير على كفتين متجاذبتين متعاكستين
ليستقيم نظام الكون ...
فقد جعل تعالى تركيب الإنسان قائماً على التجاذب والتضاد ...
ليحدث الصراع بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ..
وحين تنتصر غريزة الخير يكون للإنسان الغلبة في صراع النفس
ويبدأ رحلة الارتقاء إلى الكمال الأخلاقي والروحي. .

***

يقول تعالى :
( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) سورة الشمس

وهكذا ، يكون الله عز وجل قد زرع في داخل الإنسان غريزة الخير ،
وغريزة الشر.. من أجل أن يندلع الصراع في أعماق النفس ،

ليخلق من البشر ..
إما قدوة حسنة ...
وإما شرارة سيئة !.

حديث الروح
ولي نبض آخر






التكامل وصراع الأضداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق