الخميس، 1 يونيو 2017

طريق الصوم


رمضان ...!
سفر في طريق الإيمان ....
زمنه ثلاثون يوماً
وعوائده تدخر في ميزان الآخرة
إن أحسنا العبادة فيه
وانتهزنا كل اوقاته في التزود من معين التقوى
التي هي خير زاد..
نعود منه وقد تطهرنا من كل ذنب
وكتبنا الله في العتقاء من النار
ونلنا فيه السعادة والسلامة في الدارين
وأما من أهدر أيامه في غير الطاعة
فهو لن يجني من صومه غير الجوع والعطش
ويعود من رحلته خائباً صفر اليدين .
****
الصوم سمو وبهجة للروح :
ففي الصيام طهر لقلوبنا ، وتنقية لضمائرنا
وقرب من خالقنا ....
وتربية لنفوسنا على الصبر
فهو جامعة روحية كبرى فيها،
تتمثل فيها الأخلاق الكريمة ، والعواطف النبيلة
كيف لا وفيه حياة القيم من :
إحسان ، وبذل، وعطاء، وحلم ، وعفو ، وصفح
وكتم غيظ ، وتعاطف ، ومشاركة ، وإنفاق ..!
وفي هذه الأجواء تتخلص النفس من كل ما علق بها
من أمراض و علل و أسقام ,
وتشف وتصفو مع مرور ايام الصوم ،
حتى تعود نقية بيضاء الصفحة ..
****
يقول ابن الجوزي
الصوم ثلاثة:
صوم الروح وهو قصر الأمل،
وصوم العقل وهو مخالفة الهوى،
وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع.
هم ... والقرآن :
كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان
ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال:
إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام
كان محمد بن إدريس الشافعي
يختم في شهر رمضان ستين ختمة
وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة،
فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة،
فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة
****
ويقول الحسن البصري :
إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار
فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب
وقد سأله أحدهم يوماً :
يا أبا سعيد أي شيء يدخل الحزن في القلب ؟
فقال :الجوع،
قيل : فأي شيء يخرجه ؟
قال: الشبع ...
وكان يقول: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام.
****
الصبر .. الصوم :
في تفسير هذه الآية يقول جرير :
إن معنى الصبر في هذا الموضع:
الصوم، والصوم بعض معاني الصبر عندنا.
الصلاة .. الصدقة .. الصيام
كلها عبادات وطاعات تسير بنافي سبيل الإيمان
وتفضي بنا إلى رضا الله ورضوانه
وقد مثل بعض السلف هذه العبادات بصورة جميلة
حيث قالوا أن الصلاة توصل صاحبها
إلى نصف الطريق،
والصيام يوصله إلى باب الملك،
والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.
****
الإنفاق في رمضان وعوائد الخير :
في رمضان تنمو عواطف الألفة والتراحم بين الناس
ويزيد العطاء والإحسان وحب الخير
فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة
يحس بمعاناة الفقير المحروم ، فيلين قلبه ،ويجود ويسخو
ولذلك فان أفضل الصدقة صدقة رمضان


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها,
وباطنها من ظاهرها, قالوا لمن هذه يارسول الله,
فقال : لمن طيب الكلام, واطعم الطعام, وادام الصيام,
و صلى بالليل والناس نيام )
وقد جعل الله رمضان وقتا لافاضة الخير والبر
على عباده أضعاف مايفيضها في غيره,
فكانت الصدقة فيه أعظم اجرا
وأكثر ثوابا منها في غيره,
وعن معاذ بن جبل رضي اله عنه قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
فقال لي :
(يامعاذ الا أدلك على أبواب الخير ؟
فقلت بلى يا رسول الله
فقال: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار...)
****
إن الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه،
وكانت حفصة تقول:
يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي،
فالصائم في ليله ونهاره في عبادة ويستجاب دعاؤه
في صيامه وعند فطره
فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر

المحامية نون //




طريق الصوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق