..
ان المتأمل لسورة التوبه ليجد السلاسة والترابط العجيب في المواضيع الآخذه بها
كذلك ليجد فيها من التصنيف المرتب للمنافقين والكفار والمؤمنين بصفات واضحة لكل منهم
،، وليجد نفسه بين آيات هذه السورة في مصاف تقييم عميق للنفس والذات التي قد ترتفع ايمانا وتسقط نفاقا ،،
وتبين الدسائس الخفية التي تتضح للناس من خلال هذه الآيات فيفتضح شأن أهل النفاق ويستبان منهجيتهم ويتضح اسلوبهم الرعين والسيئ الذي يعايشونه في حياتهم بصفاتهم التي لا يستطيعون الحياد عنها لاستحكامها وتمكنها منهم تممكن يصعب الفكاك والخلاص منه ،، فيجد المرء أنه يخشى أن يكون في دائرتهم أو يتطبع بطباعهم أو ينزلق في مساوئ توقعه فيما بعد لدرجاتهم المستحكمة والمنغلقة في النفاق والشقاق ..
واستفتحت السورة بالتبرئة من أهل الكفر من الله والرسول مما يستحث على الغوص في آيات تدور حول بيان هذه البراءه والتبيان لما هو مستحق للبراءه من هؤلاء ..
وسبب نزول هذه الآية أن الله يبرئ النبي والمؤمنين من الشرك وأهله بأمر منه بتجنبهم بعد فتح مكة ،، والنصر العزيز المحقق لهم الممتهن للشرك والمشركين ,, واهل الشرك وان كان هناك من اهل الايمان ولاية معهم تتضمن مصلحة أو تقتضي مصالحة أو مداهنه على أمور لكنها بالأخير تحتاج الى قطع هذا العهد والميثاق لأنه لايدوم حبل وصال بين ايمان وكفر بتبرئة الله للمؤمنين منهم ومن شركهم لأنهم مهما عاهدوا قد يخونوا أو يمكروا فيكون العهد بحسب ما تقتيه مصلحة أهل الايمان وفق تحقيق مصالح الدين ولكن في الحقيقة هذا العهد متبرأ منه مقطوع من الله ومن رسوله
وقد أسرد الله وأسهب فيما يبين أحكام اتخاذ الأولياء ومعرفة تصنيفات الناس حسب ما أورد من صفات للمنافقين أو أفعال تبين الموقف السليم المفروض اتباعه من اهل الايمان الذين لابد أن يتنبهوا لمن يخالطوهم وينتقوا منهم الصادقين في عبادتهم ودينهم ويعرفون كيف يواجهوا المواقف التي تعترض أهل النفاق أو الشرك مما قد يسبب الأذى لهم ولدينهم
ومن الفوائد المعتبره في هذه السورة التي ينبغي الأخذ بها ..
* أن التبليغ واجب على كل مسلم فلا يحتج أحد بحجة حين يكون هناك فرصه للدعوه ثم يقول أن التقصير في الدعوه لم يكن له سبب في بقااء المشرك أو الكافر على كفره فأخمر المولى بأنه إن اتخذ مشرك منك مجورة فأجره واجعله يسمع كلام الله ثم بعد ذلك اتركه بعد أن تؤدي ما عليك من التبليغ لأنه ذلك هو الحق تجاهه وان لم يذعن فهم قوم لايفقهون وهذه سمتهم فمن لايفهم حق الله من الطاعة والباده الواجبه تجاهه معلوم أنه لن ولم يفقه شيئا مهما بلغت ثروته أو وجاهته ،، فالعلم هو التوحيد
& العهد المأخوذذ من المشركين من المستحيل الايفاء به او الاعتبار به وتمينه بأنه ميثاق أو عهد يؤخذ باعتباره ،، ماعدا العهد المأخوذ منهم عند المسجد الحرام لعظمة وحرمة المكان فطالما انهم اعتبروا به فلابد من اعتباره عهدا يجب الايفاء به والاخذ بما فيه (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ))
* المنافقين والمشركين من شدة عدائهم للايمان واهله ،، فهم لا يتوارون أو يتورعون عن اظهار مساوئ الدين واهل الايمان فخيانتهم معروفه ومشهود لها ،، فلا يعتبرون اعتبار لمؤمن بل ولا يترددون في ايقاع الاذى بهم أو التنكيل باعراضهم وارزاقهم (( لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة )) طبع النفاق المستحكم فيهم يجهعلهم يروضون المؤمنين بأفواههم ومجاملة ولكن في قلوبهم من المكر والحقد ما لا يعلم به إلا الله ،،
* اهل النفاق يتخذون من السلوكيات الدينية وسيله للوصول لغايات دنيوية والولوج من خلالها إلىالاستعانه باهل الايمان وفق ما يقتي مصالحهم ويؤيد اهوائهم الباطله ويتخذون من الخداع الظاهري بالتدين ممنهج يصدون به عن سبيل الله ودينه لان شر المنافق الذي يظهر الايمان ظاهريا وفق مصلحته أشد من الكافر الصريح الذي لايداهن ويخادع فكفره على نففسه ووباله عليه أما المنافق يبين أنه في خير وهو خلاف ذلك فينبهر الناس بما لديه ثم يجرفهم نحو طريق النفاق والمسالك الدنيويه التي يبيعون بها الدين بالدنيا ،، وما أكثرهم في زمننا ..
* من رحمة الله العظيمة انه مهما حصل من أهل الكفر أو النفاق فهو مرجو منهم لتوبه إن أصلحوا واقاموا دينهم ولكن ان آمنوا أو تأثروا باهل الايمان ثم نقضوا ذلك العهد فالأمر بقتال أئمة الكفر والمتنصبين لنشره وتأييده واتخاذه منهج في سلوك الحياة ،، من خلال الطعن ووالنيل من الدين والانتقاص منه ومما جاء به فالقتال هنا مأمورون به حسب الزمان والسبل المختاره ،، لأنهم بالأخير لا عهد لهم ولا ذمة ،،
& الخشية من الله وتحقيقها في ميزان الحياة مع كثرة الأعداء في الدين ومواجهة العقبات في سبيل الثبات عليه وتحقيق النصر والفلاح فيه يحتاج لتوازن عميق في فهم معطيات الايمان التي لابد من تحقيقها ومواجهة أهل الكفر بدون مجاملة أو تنازل ولو شعوريا في الخوف مما قد يقومون به ضدك بسبب ايمانك أو ما قد يؤثرون به عليك من خشيتك وتقواك لله فاللأمر أن تخشى الله وتقدم مراته على خشيتك من الناس أو اذاهم فهذا الشأن في تحقيق الجهاد في سبيل الدين والحق
* التعذيب النفسي لأهل النفاق عندما يرون أهل الايمان أقوياء مقاتلين منتصرين سعيدين أشد وقعا على قلوبهم ونفوسهم من مبارزة السيوف ،، فالحرب النفسية لها دور في ميزان الانتصار والفوز فلابد لمن يتحلى بالايمان أن يواجه بأخلاقه ويقاتل ولا يتوانى عن التبليغ أو السعي لتحقيق الاصلاح مهما بدا من عداء أو مقاتله ممن حوله ممن يضمرون نفاقا أو شركا أو كفرا فهذا ادعى لهزيمة الخصم معنويا ولاشفاء الصدر ن الايغال في الحقد أو الاستسلام لمشاعر الدناءة أو الحقاره او التي يحطمون به المسلم كي يصلون لخباثة نفوسهم التي يبثون منها سموما بنفسياتهم المثقله بالنكد واليق المجني من نفاقهم وكفرهم وأذاهم ..
* انتقاد الله لأهل الشرك وعدم أهليته للقيام بأعمال بسبب شركهم لابد أن يؤمن به أيا كل من اتخذهم أندادا أو اختارهم في سبيل تحقيق الغايات لانهم لا وزن ولا قيمة لعملهم لذلك تجد أنهم يحبطون ولا يستمرون في اعمالهم الخيره او النافعه بعد مدة لأن الدافع لم يكن دافعا حقيقيا يغذي ارواحهم التي تحتاج لان تتصل بالخالق الذي ضمن لهم أن يوفقهمم وأ يسعدهم ان هم اتبعوا السبيل الحق وعبدوه حق العباده ,, ودائما ما تجد أهل الايمان عقولهم نيره وأنجح وافلح في الحياة ممن لديه شرك أو نفاق أو كفر لان العقل المهتدي بنور الله يحقق نجاحا دنيويا متصلا بأنوار وتوافيق الهيه له تدعم هذا النجاح وتجعل من عقله محفوظا كما استخدمه في الطاعه من الانحراف أو الزيغ والضلاله ..
* العلاقات بين الأهل والأقارب لابد أن تكون مصونه محفوظة بأن لا ينجرف المؤمن ويحيد عن طريق الحق من أجلهم أو يبتعد عن منهج المجاهده في سبيل الله او كانوا منحرفين وغير بهين بالدين وما يأمر به فهم يعيشون وفق اهوائهم واعظم الظلم أن تتخذ ممن حولك اولياء على حساب تخليك عن دينك ومبادئك والعيش في من مايريدون من سوء وما يسعون اليه من افساد فالمرء يؤدي حق الصله بحسب ما تقتيه تأدية الحقوق لكن لا يوجد ما يجعلك تستغني بهم عن دينك وتتخلى عن شيء من منهجك من اجل رضاهم فقط لتجاريهم على الباطل وتفقد مبدأك الديني والعقدي
* النصر من الله لايأتي بالعجب بالعده والعتاد دون أن يكون هناك يقين بان الله وحده بيده النصرر والقوة جميعها فالمؤمنون في غزوة حنين عندما اعجبوا بكثرة عددهم وعتادهم لم يحققوا نصرا الا حينما لجأوا لله وعلموا انه لابد من التوكل عليه والتخلي عن التعلق بالماديات التي لا تقدم ولا تؤخر دون تأييد الله والاعجاب بالنفس أو المال او الجاه والاعتماد عليه في سبيل تحقيق النجاحات دون التوكل والايمان والاعتقاد بتأدية وتسخير كل ذلك من أجل الله ودينه مما يؤخر النصر ويحجب عنك التأييد الالهي والتوفيق
* الافتراء على الله والقول عليه بدون علم من اليسير جدا على من هو مشرك جاحد غير مؤمن بربه ومتوقع ان يصدر عنه ذلك كما قالوا عن عزير انه ابن الله وعن عيسى انه ابن الله ,,
& مما يخوف القلب ويبعث على العمل والسعي والبذل للدين بأن الله أمر بالنفور في سبيل الله ،، ورخص للمؤمنين الجهادد والعمل في سبيل دينه واعلاء كلمته مما يجنبك الركود والاطئنان للدنيا دونن ان يكون لديك اهدافا اخروية تعلق نجاحاتك الدنيويه عليها وهذا ما يغنيك عن حور دورات تدريبيه او الخوض في اخفاقات نفسيه فالله ارشدك للسبيل الموصل لرضوانه وجنته ماذا يثنيك وماذا تنتظر لكي تحيا حياة سليمة ضمن ما أمر به وشرعه ،، وذلك الضعف والوهن ينبئ عن استبدال الله لك بمن هو أهل لتحمل هذا الدين والرفعه به وتأدية مايجب اتجاهه من الجهاد والعمل ،، لكي لانعذب بنفوس ضعيفة واهنه ونعذب باحوال خامله لا متعه فيها ولا فائدة ونفع .. وكابة مطلقة نجنيها من خلال ابتعادنا عما يسعدنا حقا من شؤون العمل والسعي للدين ،،
* ثقل المنافق عن المجاهده وكره الله له المؤدي لعدم توفيقه لأن يدخل ضمن مجاهدات او اعمال فيها خير او رفعه للدين من اشد العقوبات التي تنزل وتفتك بمن أهله الله لتأدية الحق وتخلى عن مهمته ولمن جعله الله في موطن تبليغ ولم يبلغ كما ينبغي ويجب ،، فهم عادتهم الهروب من المواجهات التي فيها يفتضح امرهم فمتى ماكانت هناك مخاطرات في سبيل الدين تجدهم يختلقون اعذارا ويهربون وينأون عن سبل الخير وتحقيق الفلاح في الدنيا والآخره بتمسكهم بالدين واتباعهم سبيل المجاهدة لله ..
& المنافقين يعيشون في هم ونكد وضيق مستمر لاتخاذهم من وسائل السعاده متعلقات يحيدون بها عن الدين وينشرون بها الفساد ولابتغائهم الاستمتاع بالدنيا دون ان يكون لهذا الاستمتاع حقيقة بايمانهم الذي سيجعل من استمتاعهم واقعا يعيشونه ولا يحيدون عنه لانهم اتخذوا منهج السعاده الحقه فلايبهرك أحد بأنه سعيد مهما ابدى لك من السعادة الظاهرية ففي داخله من الضيق والسوء مالا يعلمه الا الله بسبب اتباعهم السبل الخاطئة وولوجهم النفاق من اوسع الابواب باتصافهم بكل مافيه صفات المنافقين واهله ،، ويتجلى ذلك حين يفتضحون في مواقف تبين مدى الايمان والاستعداد للمجاهدة والتحية في سبيل الله ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه ،،
& من انعم الله عليه بالايمان وتخلف عما هو واجب عليه من تادية حق ديني في حياته فالايمان يشمل العمل وفق ماتقتضيه الشريعة الحقة بكل مافيها من احكام ومعتقدات واحوال وآيات واحاديث
ومن نأى بنفسه عن الاخذ به كافة عرض نفسه للغضب الالهي الذي يحصل بسبب تدني روح المجاهده في سبيل تحقيق الدين ،، فالثلاثة الذين خلفوا عن معركة تبوك كان لهم اعذار لكنها اعذار دنيويه لم تقبل في ميزان الايمان المراد منهم كصحابة رسول الله فتركهم اهل المدينه وعاقبهم الله بأن عسر عليهم شان التوبة والعودة إلى الله فقاطعهم رسول الله عليه السلام الى حين قبل الله توبتهم بعد اربعين يوما حين ارادوا التوبه واللجوء فاعتكفوا للصلاة يوميا والاستغفار في جوف الليل الى ان تاب الله عليهم وكانوا اشد الناس فرحا بذلك ،، فراقب نفسك أين انت من هذا الميزان الدقيق وهل فرحك بالتوبة أم بالدنيا .؟
نظرات في سورة التوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق