البداية ...
الأشهر العربية :
اعتمد العرب في التقويم ومعرفة الأوقات منذ القدم ،
على الأشهر العربية ( القمرية ) أو ماتسمى بـ( الأهلة )
التي تتبع دورة القمر والمراحل التي يمر بها...
وقد تم إطلاق كل اسمٍ على شهر ؛ بناءً على سببٍ معينٍ
و هذا التقويم كان مستخدماً قبل الإسلام أيام الجاهلية ..
وقد ظهر بشكله المنظم أول ماظهر ..
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب
وسمي حينها بـ ( التقويم الهجري ).
وشوال هو الشهر العاشر من السنة القمرية أو التقويم الهجري.
...
الاسم القديم لشوال :
كانت قبائل العرب تختلف في إطلاق الأسماء على الشهور ..
فللعرب المستعربة ( عدنان ) مسميات ، وكان شوال يدعى ( واغل )
وللعرب العاربة ( اليمن ) مسميات أخرى ، وأطلقت على شوال اسم ( زاهر )
أما ثمود فسمته ( دابر )
ثم اجتمعت العرب لتتفق على تسميةٍ محددةٍ للأشهر وهي الأسماء الحالية
وذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بمئة ٍوخمسين عاماً تقريباً،
فتم اختيار اسم ( شوال ) .
***
ولماذا سمي بـ ( شوال ) ؟
سمت العرب كل شهر بحسب مايتفق لها من الأحوال والأحداث ..
فكما سمت شعبان لأجل تشعبهم في الطرق بحثاً عن الماء ..
ورمضان لكثرة الرمض والحر ..
كذلك الأمر فيما يخص شوال ...
فهو مأخوذ من الشول بمعنى الرفع ..
لأن الإبل تتشوَّل لبنها أي ترفعه، وتجففه،
فتصبح غير قادرة على العطاء؛ لسببين اعتقدهما العلماء، وهما:
الاستعداد للإخصاب فلا تسمح للبعير أن يطؤها،
أما السبب الآخر فهو جفاف الزرع.
ولذا كانت العرب قديماً تكره أن تتزوج في شهر شوال؛ وتظنه غير جيد..
....
ولكن عندما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ..
كسر هذا الاعتقاد ، وتزوج السيدة عائشة رضي الله عنها في هذا الشهر
****
ونأتي للسؤال الأهم وهو ...
ماالحكمة من صيام ست من شوال ؟
****
إن صيام ستة أيام من شوال بمنزلة الراتبة للصلاة التي تكون بعدها
ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة في رمضان
إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب يؤثر سلبا في صيامه..
ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبر نقص الفرائض
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة
قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم
انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها
فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال :
انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال:
أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم ) رواه أبو داود
فصيام هذه الأيام من شوال فيها هذه الفائدة العظيمة .
****
وما ذا يعني : كصيام الدهر
قد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ،
جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر
وصيام ستة أيام تمام السنة ) رواه النسائي وابن ماجة
****
إليكن أهم الأحداث في مطلع التاريخ الإسلامي :
في السنة الأولى الهجرية :
زواج النبي من السيدة عائشة رضي الله عنها
وفي السنة الثانية للهجرة :
1. غزوة بني سليم بالكُدر
2. سرية سالم بن عمير لقتل أبي عَفَك
3. غزوة بين قينقاع
4. مؤامرة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم
من قبل عمير بن وهب و صفوان بن أمية...
وفي السنة الثالثة للهجرة :
غزوة أحد حدثت في 15 من شوال يوم السبت
واستشهد فيها سبعون رجلاً من المسلمين ومنهم :
حمزة بن عبد المطلب ..
و عبد الله بن جحش، و شماس بن عثمان ،
و مصعب بن عمير ، وسعد بن الربيع،
وعبد الله بن عمرو بن الجموح ، وعمرو بن الجموح ،
وحنظلة بن أبي عامر، وعمرو بن معاذ ،
ومالك بن سنان وهو والد الصحابي أبو سعيد الخدري،
وأنس بن النضر ، وعبد الله بن حرام...
***
وفي خاتمة المطاف نقول :
لا شك أننا مطالبون بالمداومة على الطاعات...
والاستمرار في الحرص على تزكية النفس..
وإن كانت البداية من رمضان ..
وست من شوال .. فلنستمر على ذلك ..
ولنعلم أنه بقدر اجتهادنا في الطاعات ..
تكون تزكية نفوسنا ..
وبقدر تفريطنا فيها يكون بعدها عن التزكية
لذا كان أهل الطاعات الحق ..
أرق الناس قلوباً، وأكثر هم صلاحاً، وأكملهم خلقاً..
وأهل المعاصي أعماهم قلوباً، وأكثرهم فساداً، وشرهم خلقا..
....
- حديث الروح -
- ولي نبض آخر -
شوال والأشهر العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق